اعتبرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية أن التغيير قادم إلى مصر لا محالة،
مشيرة فى تقرير بعنوان «الرمال المتحركة: التغيير قادم إلى حلفاء الغرب
العرب»، اعتبرت المجلة أن كل المؤشرات تؤكد وجود تغيير وشيك على الساحة فى
مصر.
ورصدت المجلة، التى قدمت فى غلافها صورة مركبة للرئيس مبارك بالزى الفرعونى
فى رمال الصحراء، العديد من مؤشرات التغيير فى مصر، يأتى فى صدارتها تغير
الدين من قوة دافعة نحو الثورية إلى مجرد قرآن يتلى فى كل مكان، ونغمات
أذان على الموبايل وتزايد فى أعداد المترهبنين. وأضافت المجلة أن هدف
احتجاجات المصريين أصبح واحدا وهو النقود، مشيرة إلى أن عبارة سعد زغلول
الأثيرة «مفيش فايدة» أصبحت معبرة عن الوضع العام فى مصر وليس فقط عن مرض
قائلها.
وأشارت المجلة إلى أن هناك بعض المؤشرات التى تؤدى لتقدم مصر اقتصاديا،
ويأتى فى مقدمتها وجود بعض رجال الأعمال الرواد واستغلال مصر لمصادرها
الطبيعية بالشكل الأمثل، إلا أن مؤشرات الفقر والبطالة وتدنى مستوى المعيشة
والتضخم يبتلع الطبقات الأدنى فى مصر، مضيفة أن ما يفاقم من تردى الأوضاع
فى مصر حقيقة تردى الأوضاع التعليمية.
وأفردت المجلة موضوعا كاملا لتناول الوضع الإقليمى لمصر، والذى أكدت أنه
شهد تدهورا واضحا خلال الفترة الماضية بعد أن أصبحت القاهرة عاجزة عن
القيام بدورها كوسيط فى عملية السلام.
الوضع الإقليمى لمصر: تبعية لأمريكا ومساعدة لإسرائيل فى عقاب ,حماس
«لاتزال مصر شريكا ملازما وتابعا للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه يبدو
أن استمرارها فى الحفاظ على دورها كوسيط للسلام الإقليمى فى منطقة الشرق
الأوسط أمر صعب»، بهذه الكلمات وصفت صحيفة «الإيكونوميست» الوضع الإقليمى
لمصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكدة على أن مصر أصبحت «ممثل العرب» الملازم
لأمريكا، وأن دورها الإقليمى أصبح أقل راحة سواء فى ظل إدارة الرئيس
الأمريكى باراك أوباما أو إدارة بوش السابقة.
ويعود ضعف الوزن الإقليمى لمصر، إلى مساعدة الرئيس مبارك إسرائيل فى معاقبة
حماس بالحفاظ على قطاع غزة محاصرا بما أثار استنكار الكثير من شعبه، خاصة
المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين الذين يشكلون المقاومة الإسلامية
المصرية الحديثة.
فعلى الرغم من أن غالبية المصريين يهتمون بشكل متقطع بالشؤون الخارجية، بل
إن الكثير منهم بداخله امتنان تجاه الرئيس مبارك مقارنة بما سبقوه من رؤساء
لنأيه بمصر عن المخاطر، إلا أنهم صار لديهم شعور على نطاق واسع بأن مصر
فقدت مكانتها كدولة لها نفوذ. ولقد حظيت مصر بمكافأتها من الولايات المتحدة
مقابل تقلص دورها الإقليمى، والتى تمثلت فى ٦٠ مليار دولار من المساعدات
الاقتصادية والعسكرية على مدار السنوات الماضية، فلقد تدفقت عشرات
المليارات إلى مصر من أمريكا وحلفائها، بما ساعد مصر كثيرا فى الأوقات
الصعبة وحافظ على جيشها قويا، وهو الأمر الذى حقق للغرب هدوءا نسبيا فى
الشرق الأوسط بعد أربع حروب كبرى بين العرب وإسرائيل لعام ١٩٤٨ و ١٩٥٦ و
١٩٦٧ و ١٩٧٣.
ولاشك أن توقيع مصر لمعاهدة كامب ديفيد عام ١٩٧٩، فضلا عن تشجيعها للأردن
لتوقيع معاهدة سلام أيضا، بالإضافة إلى مساعيها للتوصل لسلام فلسطينى
إسرائيلى جعل من الصعب على الدول العربية المجاورة لإسرائيل الدخول معها فى
الحرب، وأبعد عن إسرائيل مخاوف وجود تهديدات لجيل مقبل حتى فى ظل تنامى
النفوذ النووى الإيرانى.
فلقد أفرزت ٢٩ عاما من نظام مبارك، متبلد الإحساس، وضعيف الخيال، دخول مصر
فى قرون طويلة من السلام، للدرجة التى صار معها المصريون يشعرون بالرثاء
على أنفسهم فى كثير من الأحيان فى ظل صعود القوة الاقتصادية الخليجية فى
المنطقة، والثقل السياسى والطموح الإقليمى المتمثل فى تركيا وإيران.
مصر عانت ٣ عقود من الشلل السياسى.. وتغيير مزلزل يلوح فى الأفق
قالت صحيفة «الإيكونومست» البريطانية، إن مصر لاتزال تعانى من الشلل
السياسى على الرغم من مرور ثلاثة عقود من التقدم الاقتصادى، مضيفة أن هناك
رياحاً للتغير تبدو فى الأفق، بعدما كان الحديث عن التغير السياسى فى مصر
أمرا يحظى بسخرية لاذعة، مرجعة الأمر إلى بقاء الحياة السياسية فى مصر كما
هى منذ تولى الرئيس مبارك الرئاسة منذ ٢٩ عاما وسط تزايد الشعور بالاغتراب
عن الدولة.
ولاشك أن التغيير قادم إلى مصر لا محالة، مشيرة إلى أن هذا قد يكون بحكم
السن أو المرض للرئيس مبارك، مشيرة إلى أنه مهد الأرضية من أجل خلافة نجله
جمال له، منوهة بأن ما يثير قلق الغرب فى الوقت الحالى أن مبارك كان حليفا
مخلصا لهم، وهو ما يستلزم حذرا غربيا فى التعامل مع مصر فى المستقبل، مضيفة
أنه على الغرب أن يدفع مبارك لتحرير النظامين الاقتصادى والسياسى، وأن
يقول له «شكرا ووداعا».
ومن المتوقع أن تشهد مصر «تغيرا مزلزلا» خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر
الذى صار ملموسا، ليس فقط لما يتردد عن حالة الرئيس فحسب، ولكن لأن الجيل
الحالى ليس سلبيا كسابقيه بل إنه أفضل حظا من التعليم ومتحضر جدا، وأكثر
عرضة للعالم الخارجى، كما أنه بدأ يفقد صبره تجاه استمرار الوضع الحالى حيث
سيطرة رجل واحد على هياكل الدولة بالكامل، وتزايد الرشوة فى الإدارات،
ووحشية قوات الأمن، فضلا عن فشل الدولة فى توفير السلع الأساسية للمواطنين،
وكذلك الحقوق فى تعليم لائق ورعاية صحية ومطالب مدنية.
ويقارن بعض المحللين فى مصر بين هذه الأجواء الحالية السابقة للتغيير وبين
ما حدث قبيل ثورة ١٩٥٢، خاصة أن هناك تشابها فى الظروف الاجتماعية
والاقتصادية التى سبقت ثورة يوليو حيث ارتفاع نسبة الفقر وتدنى الأوضاع
السياسية والاجتماعية، وتعالى طبقة الأغنياء.
وترتكز خطة الحكومة الحالية للحفاظ على بقاء نفسها فى السلطة على المضى
قدما نحو إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تثّبت خطاها فى الدولة، إلا أن
الأمر هذه المرة ربما يكون مختلفا، فمصر خلال الفترة المقبلة تواجه ثلاثة
احتمالات، إما أن تمضى فى طريقها نحو النموذج الروسى حيث يحكمها رجل قوى
جديد من داخل النظام، أو تصبح مثل إيران، أو تكون مثل تركيا حيث نظام أكثر
ديمقراطية يحقق السعادة للجميع.
والمشكلة بالنسبة لحدوث التغير فى مصر، أنه قادم ولكن لم يتحدد توقيته حتى
الآن، وأن هناك تزايدا حول تكهنات المصريين بشأن الرئيس المقبل بعد مبارك،
فبينما يسود اعتقاد واسع بأن الرئيس مبارك يعد نجله للسلطة، خاصة بعد أن
تزايد دوره بشكل ملحوظ فى الحزب الوطنى خلال الفترة الماضية، فضلا عن
التعديلات الدستورية الأخيرة، فى حين يجد البعض أن الوزير عمر سليمان، رئيس
جهاز المخابرات المصرية، هو الأقرب للوصول للسلطة لأنه شخصية أكثر حنكة
وخبرة فضلا عن علاقاته الخارجية.
وأتى سماح مبارك للإخوان المسلمين بالدخول إلى البرلمان، من خلال ٨٨ نائبا
بمثابة اختبار على إمكانية السماح باستيعابهم، وهو ما لم يبد ممكنا، فتم
اللجوء إلى اعتقالهم بالآلاف وتعذيبهم، ودفع النظام لوضع العقبات الشديدة
لوصول أى مرشح مستقل مثل البرادعى إلى الرئاسة.
مصر بلد زراعى على الورق فقط.. واحتجاجات المصريين هدفها واحد
«أغلب المصريين لايزالون فقراء على الرغم من التصريحات الحكومية»، هذا ما
أكدته مجلة إيكونوميست فى تقريرها الخاص عن مصر، لافتة إلى أنه فى الوقت
الذى تؤكد فيه الحكومة أن ما يقل عن خمس سكانها فقط تقل دخولهم عن ٢ دولار
فى اليوم (خط الفقر)، إلا أن قبول غالبية المصريين بأعمال لا تزيد أجورها
على ٢٠٠ دولار (١١٠٠ جنيه) بل واعتبار هذا الأجر مناسباً للكثير من
المصريين، فالمدرس الجديد والمجند فى الشرطة يحصلان على ما هو أقل كثيراً
من هذا المبلغ.
وعلى الرغم من أن الحكومة تدعى أن هناك تراجعاً فى مستوى البطالة لتصل إلى
٩% فقط، فإن العمال الذين يعانون البطالة ويظهرون فى الشوارع، فضلاً عن
الاضطرابات العمالية وغيرها، يرجحون ارتفاع النسبة عن التقديرات الرسمية،
كما أن ثلث النساء فى السن الملائمة للعمل يعمل فقط. ويمكن للمرء أن ينسى
أنه يعيش فى مصر إذا ما خرج إلى الضواحى القريبة للعاصمة، فهناك يجد
منتجعات سكنية تحمل أسماء أجنبية مثل «دريم لاند» و«بيفرلى هيلز» و«ماى
فير» وتظهر الفيلات الفخمة والمكاتب الزجاجية والمحال الكبيرة والفخمة
والمستشفيات والعيادات الخاصة الكبيرة والملاعب الخضراء الشاسعة.
ويظهر الفارق واضحاً بين مستوى الرضا الذى يبديه الخمس الأغنى من الناس فى
مصر عن مستوى معيشتهم مقارنة بالخمس الأفقر، فـ٨٢% من الخمس الأول يبدون
رضاهم عن مستوى معيشتهم، وهو ما يبديه ٢٩% فقط من الخمس الأفقر، خاصة أن
حياة الأغنياء فى مصر أسهل كثيراً منها بالنسبة للأغنياء فى الخارج لرخص
أسعار الطعام وتأجير السائقين. وعلى الرغم من أن الاحصائيات تظهر مصر كبلد
زراعى، فإن هذا يرجع لأن بعض القرى التى يزيد تعداد سكانها على ١٠٠ ألف
نسمة لاتزال الحكومة تعتبرها قرى وليست مدناً، غير أن الواقع يشير إلى أن
غالبية المصريين، حوال أربع أخماسهم، يعيشون فى شقق وليس فى منازل، حيث إن
غالبية هذه الشقق ضيقة، حتى إن إحصائية رسمية للسكان عام ٢٠٠٧ أكدت أن عدد
الحجرات فى مصر يقل عن عدد قاطنيها، حتى إن الكثير منهم يضطر لتبادل النوم
على الأسرة.
وعلى الرغم من أن غالبية المصريين ينعمون بالكهرباء والماء، فإنه، وبعيداً
عن المدن، فإن الكهرباء تواصل الانقطاع، كما أن ٨٥% من المصريين ليس لديهم
وسيلة ملائمة للتخلص من القمامة مما يدفعهم لحرقها أو التخلص منها بإلقائها
على جوانب الطرق، أو يستخدمونها فى إطعام الماشية والدجاج.
ويعترف الاقتصاديون الموالون للدولة المصرية بأنه فى الوقت الذى يزداد فيه
الأغنياء ثراء، وتنمو الطبقة المتوسطة بشكل محدود فى مصر، فإن غالبية
المصريين يبقون فى صراع من أجل البقاء فى ظل معدلات التضخم التى تفوق
المعدلات فى بقية الدول المقاربة للحالة الاقتصادية المصرية، وهو ما يبرر
اشتعال عدد كبير للغاية من الاضطرابات بين العمال والأطباء والمدرسين،
وهدفهم جميعا واحد: النقود، كما أن الكثير من المصريين أصبحوا يقبلون على
الانضمام للحركات السياسية وهدفهم فى ذلك إبلاغ الحكومة بأنهم أصبحوا
عاجزين عن الصبر.
ولاشك أن وجود شبكة واسعة من أعمال الخير والتبرعات بين المصريين يساهم فى
استقرار الأوضاع فيها، خاصة أنها تسهم بوضوح فى انخفاض معدلات الجريمة، حيث
يشعر الفقراء بأنه بوسعهم أن يبقوا فى منازلهم ويحصلوا على الحد الأدنى
الذى يسمح لهم بالبقاء.
وعلى الرغم من أن الصحافة الخاصة فى مصر يمكن أن تخضع لبعض الضغوط
الحكومية، فإن غالبية قراء ومتابعى الإعلام أصبحوا يفضلون الإعلام المستقل
الآن عن نظيره الحكومى، حتى يمكن القول إن وسائل الإعلام الجديدة، التى لم
تكن موجودة منذ ١٠ سنوات أصبحت تضع أجندة المجتمع المصرى.
وتستخدم الدولة المصرية جناحين أساسيين فى الحكم، الأول هو أجهزة الأمن
التى يبلغ عدد أعضائها ٣ ملايين شخص، الذين يستخدمون قانون الطوارئ لاعتقال
الخصوم السياسيين للنظام، الذى تم تجديده مؤخراً مع التعهد بعدم استخدامه
إلا فى حالات الإرهاب والمخدرات.
أما الجناح الآخر فهو الحزب الوطنى الذى يحتوى على بعض المثاليين الذين
يسعون لإصلاح الأعضاء بعضويتهم فى الحزب الحاكم، إلا أن به انتهازيين أيضاً
ومن بينهم مليونيرات يزيدون ثراء من خلال حصولهم على قروض من البنوك
المصرية الحكومية دون تقديم الضمانات اللازمة.
وتختتم المجلة تقريرها بالقول «يتناقل الكثير من المصريين مقولة سعد زغلول
تعليقاً على صراعه مع المرض (مفيش فايدة) بوصفها عبارة سياسية، ليبدو أن
هذه المقولة باتت تعبيراً عن الوضع فى مصر».
التعليم: تراجع فى الجودة.. وزيادة أعداد المتعلمين لم تخدم سوق العمل
«هناك بطء فى منحنى التقدم فى التعليم فى مصر بسبب النظام التعليمى الفاسد،
الذى قاد البلاد إلى الانحدار»، حيث أجرت إيكونومست مقارنة بسيطة بين مصر
وكوريا الجنوبية، نجد أن القاهرة لم تكن تختلف كثيرا منذ ٥٠ عاما عن تلك
الدولة الشرق الآسيوية، فلقد كانتا متقاربتين فى عدد سكانهما، ومعدل النمو
والدخل للفرد، إلى جانب نسبة سكان المدن إلى الريف، بل حتى أن كلا من
الدولتين كان لديها أعداء خطيرون على حدودها، وزيادة فى نسبة الإنفاق
العسكرى، كما تم حكمهما من قبل حكام مستبدين فى ظل رقابة صارمة وانتشار
للشرطة العسكرية.
فربما تكون مصر استطاعت أن تحقق بعض أشكال التقدم خلال السنوات الأخيرة،
إلا أنها لم تقدر على مضاهاة السرعة الكبيرة التى صعدت بها كوريا الجنوبية،
لتصبح قوة صناعية رائدة، ومخترعاً للتكنولوجيا الحديثة، ومثالا حيا على
الديمقراطية، بل إن سكانها أصبحوا أكثر ثراء معادل خمس مرات مقارنة بالشعب
المصرى.
ولعل السبب الأساسى فى هذا الاختلاف، بصرف النظر عن عدم تكافؤ المقارنة
الكاملة بين سول والقاهرة، نتج عن تقدم النظام التعليمى فى كل دولة، ففى
الوقت الذى كان فيه معدل الأمية بين الكبار فى سول قرابة الستينيات ٧١% ،
كانت مصر ٢٥%، إلا أن الأمر حاليا بدا العكس لتحتل القاهرة المعدل ذاته
التى كان لمثيلتها فى الستينيات، حسبما تشير بعض مقاييس الأمية المختلفة عن
مقياس الحكومة المصرية.
وهناك سؤال يطرح نفسه: لماذا تعانى مصر حاليا من الفقر على الرغم من
معدلات النمو السريع؟ وتأتى الإجابة فى أن أعداداً قليلة جدا من الشعب هى
التى تمتلك المهارات اللازمة لاستغلال الفرص المتاحة فى سوق العمل، فى ظل
الشكاوى المستمرة من رجال الأعمال من نقص العمال المهرة وعرقلة
البيروقراطية بما يحول دون تحقيق النمو.
فالأمر فى مصر لا يرتبط فحسب بمسألة محو الأمية، بل نوعية التعليم بشكل
عام، إذ تشير الأدلة إلى أن ارتفاع حوادث السير فى مصر ربما يكون عائدا إلى
الجهل الكبير بقواعد المرور الأساسية، وكذلك ارتفاع معدلات الوفيات فى
المستشفيات يعكس فقر معايير التدريب الطبى.
الدين لم يعد أداة لـ«التغيير الثورى».. والجيل الجديد يشهد «موجة إحياء دينى»
«أن يكون المسلم متدينا فإن هذا يعد الشرف الأكبر فى المجتمعات الإسلامية،
وعلى الرغم من هذه الحقيقة فإن هذا التوجه يدفع الكثيرين لكى يكون تدينهم
ظاهريا ويدفعهم للنفاق والتباهى بالتدين».. هكذا وصف المستشرق البريطانى
إدوارد لين تدين المصريين فى ثلاثينيات القرن التاسع عشر.
ونفس الوصف قد ينطبق على المصريين اليوم، حيث إن سماع القرآن كان نادرا منذ
١٠ سنوات إلا فى مناسبات معدودة مثل الجنازات وفى شهر رمضان، إلا أن
القرآن اليوم يتم تلاوته فى عربات الأجرة والميكروباصات وفى محال الحلاقين
ومطاعم الأغذية السريعة وعيادات الأطباء، ومحال البقالة، كما أن الأذان لم
يعد يقام ٥ مرات فى اليوم فقط، بل إن ملايين المصريين يحملون هواتف بها
نغمة الأذان التى تدوى كلما اتصل بهم البعض.
وما ينطبق على المسلمين فى مصر ينطبق على الأقباط أيضاً، والذين قدرتهم
إيكونوميست بـ٧ ملايين قبطى، حيث إن الكنيسة القبطية تبقى متحفظة بفعل ما
تتلقاه من تمويل جيد، وهو ما يتضح من خلال الرفض الشديد للبابا شنودة
بالسماح بالزواج الثانى، كما أن هناك تزايدا ملحوظا فى عدد الرهبان الذين
يقبلون على الالتحاق بالأديرة المصرية.
ويعيش الجيل الحالى من المصريين عملية إعادة إحياء دينى، يرجعها البعض
لهزيمة ٦٧ وآخرون بسبب عودة المصريين من الخليج، والبعض يرجعونها للهجرة من
الأرياف إلى المدن وحصار النخبة العلمانية هناك، هذا فضلا عن الصراع
الفلسطينى الإسرائيلى والاحتلال الغربى للكثير من مناطق العالم الإسلامى.
ولتدين هذه الأيام فى مصر لم يعد كما كان من قبل، حيث إن الحجاب مثلا منتشر
ولكن يترافق مع وضع المكياج وارتداء الجينز الضيق، مضيفة أنه على الرغم من
وجود مد إسلامى فى مصر هذه الأيام إلا أنه لم يعد «مد ذقون وأسلحة» ولكن
فى مصر فإن الدين لم يعد قوة ثورية للتغيير.
ساويرس وهيكل والسويدى.. مستثمرون مصريون عبر البحار
«منتجع سويسرى للتزلج على الجليد، وقاعدة جوية فى أفغانستان، والاستثمار فى
الأسمدة فى نيجيريا، وشبكة الموبايل الوحيدة فى كوريا الشمالية» كل هذا
يربطهم شىء واحد وهو الامبراطورية، التى أقامتها عائلة ساويرس برئاسة الأب
أنسى ساويرس وأبنائه الثلاثة الذين يدير كل منهم فرعاً من فروع شركات
أوراسكوم، بثروة تبلغ ١٣ مليار دولار.
وتبلغ أصول قطاع التشييد وحدها ٣.٨ مليار دولار، وأربعة أخماس هذه الأصول
خارج مصر وتشمل قطاع الاتصالات فى دول مثل نيجيريا وزيمبابوى وباكستان، هذا
فضلا عن بناء الفنادق وأماكن قضاء العطلات.
ويعد الأخوان أحمد وحسن هيكل أقوى أخوين من رجال الأعمال فى مصر بعد عائلة
ساويرس، حيث يديرا مجموعة «إى.إف.جى.هرمس» الاقتصادية برأس مال يقترب من ٥
مليارات دولار، كما أجريا توسعات فى أعمالهما لتشمل دولا مثل سوريا
والإمارات وكينيا وأوغندا وغيرها.
وتقوم عائلات أخرى أيضا بالتوسع عبر البحار ومنها عائلة السويدى، التى
توسعت فى مجال كابلات الكهرباء، وترغب العائلات الثرية فى مصر إلى الهرب من
قيود البيروقراطية والوصول إلى أسواق قد تكون غالية المخاطرة ولكنها واعدة
أيضا.
وهناك رجل الأعمال حامد الشيتى، الذى يمتلك شركة «ترافكو» للسياحة، حيث
حققت الشركة أرباحا تربو على المليار دولار أرباحا خلال العام الماضى فحسب،
وذلك من استغلال نشاط الساحة المصرى وتنشيط سوق الرحلات النيلية والجولات
السياحية والفنادق.
وفى نفس التقرير الاقتصادى، أشادت مجلة «إيكونوميست» باستغلال مصر لمزاياها
الطبيعية اقتصاديا، مشيرة إلى أنها تشمل السياحة ونهر النيل وقناة السويس
والنفط.
الإثنين ديسمبر 09, 2019 2:56 am من طرف ^_^amdian^_^
» مدينة رسول الله وفضائلها
الخميس أغسطس 21, 2014 11:00 pm من طرف ام هنا
» مايحتاجه جسم المؤمن من طعام
الخميس أغسطس 21, 2014 10:53 pm من طرف ام هنا
» كيف أجعل زوجي يطيعني ,,,طريقة ناجحة
الخميس أغسطس 21, 2014 10:52 pm من طرف ام هنا
» خواطر حزينة
الخميس أغسطس 21, 2014 10:50 pm من طرف ام هنا
» الاخوه فى الله عز وجل
الخميس أغسطس 21, 2014 10:26 pm من طرف ام هنا
» طريقة للزواج العاجل والسريع للبنت
الأربعاء فبراير 26, 2014 1:02 pm من طرف مشاعل
» سلسله افلام على الكسار DSRip
الأحد فبراير 02, 2014 8:38 am من طرف eigle
» فضل يوم عرفه
الإثنين أكتوبر 14, 2013 10:52 am من طرف وليد السيد محمد
» الاخوه فى الله عز وجل
الأربعاء سبتمبر 25, 2013 11:23 pm من طرف وليد السيد محمد
» الاخوه فى الله عز وجل
الأربعاء سبتمبر 25, 2013 10:43 pm من طرف وليد السيد محمد
» حياة القرآن اجمل حياه
الثلاثاء سبتمبر 24, 2013 12:06 am من طرف وليد السيد محمد
» تلبيا لرغبات الاعضاء فيلم" البحث عن نيمو" مدبلج بالعربية
الإثنين سبتمبر 23, 2013 12:22 am من طرف عاشقه عبودي
» طلب طلب طلب طلب
الإثنين سبتمبر 23, 2013 12:17 am من طرف عاشقه عبودي
» سندريلا الجزء الاول مدبلج بالعربية
الإثنين سبتمبر 23, 2013 12:08 am من طرف عاشقه عبودي
» اكواد كول تون البوم اليسا الجديد {تصدق بمين}
الأحد سبتمبر 22, 2013 11:50 pm من طرف عاشقه عبودي
» معلومات غريبة ومفيدة
الأحد أغسطس 04, 2013 5:54 am من طرف اميرة احمد
» فوائد بيض الارانب!!!
الأحد أغسطس 04, 2013 5:47 am من طرف اميرة احمد
» عضو جديد أود التعارف
الثلاثاء يونيو 11, 2013 10:29 am من طرف ايلين الخيال
» الشيخ محمد العريفي :أيقظ غيرك .معلومات رائعة
الأحد أبريل 28, 2013 5:16 pm من طرف ام هنا
» وصفه لتخسيس البطن
السبت أبريل 27, 2013 10:56 am من طرف ام هنا
» بجد مفيش حاجة فى الدنيا نزعل عليها
الجمعة أبريل 26, 2013 4:37 pm من طرف ام هنا
» هل تعلم ان ...
الإثنين أبريل 22, 2013 1:09 pm من طرف ام هنا
» هل تعلم ان الرعد***
الأربعاء أبريل 17, 2013 8:12 pm من طرف ام هنا
» قالوا عن المراة
الثلاثاء أبريل 16, 2013 9:03 pm من طرف ام هنا
» معلومات عن التمر صدمتنى
الإثنين أبريل 15, 2013 11:32 pm من طرف ام هنا
» خواطر كن كما انت
الإثنين أبريل 15, 2013 5:50 pm من طرف ام هنا
» اربعون حديثا قدسيا واربعون حديثا من الاذكار
الإثنين أبريل 15, 2013 5:29 pm من طرف ام هنا
» انا والحزن
الأحد أبريل 14, 2013 6:30 pm من طرف ام هنا
» هل انت فى نعمة
الأحد أبريل 14, 2013 6:22 pm من طرف ام هنا