المجلة
أحدث الصور
تسجيل دخول الاعضاء
لا يكاد يذكر علم الكيمياء عند العرب إلا و يذكر معه اسم جابر بن حيان . ذلك العالم الكيميائي الشهير الذي وضع لهذا العلم الجليل دعائمه و أُسسه . و الكيمياء تعني تحويل بعض المعادن إلى بعض ، أو سلب الخواص من العناصر و المركبات ، و جلب خواص جديدة إليها . فإذا تم اتحاد بعض العناصر ببعض سُميت العملية تركيباً ، وإذا تخلص بعض العناصر من بعض سُميت العملية تحليلاً . فمن هو هذا العالم ؟
نشأته
هو أبو موسى ، جابر بن حيان ، الذي ينتمي إلى قبيلة ( الأزد ) العربية ، التي نزحت من اليمن واستوطنت في العراق .
كان أبوه حيان قد اتخذ له دكاناً في مدينة الكوفة يبيع فيها أنواع الطيوب و العطور ، ولكنه مع ذلك كان شديد الاهتمام بالشؤون السياسية وأُمور الحكم ، لا يفتأ يجاهر بعدائه و سخطه على الأمويين ، وكان يقوم بجولات يحرض الناس فيها على الأمويين ، إلى أن وصل إلى مدينة ( ُطوْسَ ) الخرسانية ، و هناك وضعت زوجته مولودها جابراً ، وذلك في سنة 120 ه – 737 م .
وقد وصف بأنه كان طويل القامة، كثيف اللحية مشتهرا بالإيمان والورع وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين المسلمين" و"أبو الكيمياء" و"القديس السامي التصوف" و"ملك الهند".
و جابر بن حيان شخصية بارزة، ومن أعظم علماء القرون الوسطى(1). وهو أبو موسى جابر بن حيان الأزدي. ويلقب أحياناً بالحراني والصوفي. وعرف عند الأوربيين فيالقرون الوسطى باسم Geber. ويقال إنه كان من الصبائنة ومن ثم جاء لقبه الحراني.، ويذكر الأب جورج قنواتي أن جابراً أرسل إلى الجزيرة العربية بعد وفاة والده، وهو صغير حيث درس القرآن والرياضيات ، وذهب أبن النديم في "الفهرست" إلى أن الناس اختلفوا في نسبة جابر إلى جهة معينة كالشيعة والبرامكة والفلاسفة، بل هناك من أنكر وجوده أصلاً، لذلك يجب التحفظ بشأن نسبته إلى الصابئة. وإن كان أصله من خرسان فقد عاش معظم حياته في الكوفة.
في طريق العلم
أما أبوه حيان فقد قبض عليه ، وحكم عليه بالإعدام . لم يكن أمام جابر ، و هو الذي عاش يتيماً إلا أن يقبل على تعلم القراءة و الكتابة ، شأنه في ذلك شأن سائر أترابه و أقرانه . ثم أطل على مختلف جوانب الثقافة الإسلامية التي كانت شائعة آنذاك ، ثم لازم خالد بن يزيد بن معاوية ففتح عينيه على علم الكيمياء . وفي عام 132 ه انتقلت الخلافة إلى العباسيين ، فرجع جابر إلى الكوفة و التقى بالإمام جعفر الصادق الذي كان إلى جانب مكانته الدينية مولعاً بعلم الفلك و علم الكيمياء ، فلزمه جابر و أخذ عنه أصول هذا العلم ، و استفاد من نظرياته و تجاربه .
مارس جابر الطب في بداية حياته تحت رعاية الوزير جعفرالبرمكي أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد. وبعد نكبة البرامكة سجن في الكوفة وظل في السجن حتى وفاته.
في بغداد
أنشأ أبو جعفر المنصور مدينة بغداد ، وسماها مدينة السلام . فانتقلت إليها وفود العلماء و رجال الفكر ، و اتسعت فيها مجالس العلم وحلقات الأدب ، و غدت بذلك صرحاً حضارياً لا يماثله صرحٌ في البلاد الإسلامية الواسعة . وكان جابر من بين هؤلاء الذين أمُوا بغداد ، ليروي ظمأه إلى العلم والمعرفة .
و في عهد هارون الرشيد ، أصبح للبرامكة نفوذ إداري وعسكري ملحوظ ، حتى قيل : إن الفضل بن يحيى البرمكي اتخذ بخراسان جنداً من العجم سماهم(العباسية) و جعل ولاءهم للعباسيين وحدهم . و بلغ عددهم خمسمائة رجل . كان منهم في بغداد وحدها 20000رجل.
وانعقدت بين جابر و بين هؤلاء البرامكة صلة وثيقة ، و مودة حميمة .
في عصر الرشيد
كانت بغداد في عصر الرشيد يرفل في حلل المجد و البهاء ، وتتباهى على غيرها
من المدن بكثرة مدارسها و مستشفياتها و قصورها .
و كان جابر في ظل حكم الرشيد يتدفق انتاجه و تتلاحق تجاربه ، مسترشداً بأُستاذه الإمام جعفر الصادق الذي كان يعتمد عليه مي الكثير من الأمور .
فقد كان الإمام قد انجز كتاباً من جملة كتبه القيمة ، و أراد أن ينسخ على ورق جيد ، مقاوم للحرارة و الاحتراق فقام جابر يجري تجاربه على أنواع الورق حتى توصل إلى خلطة يصنع منها الورق المطلوب ، فنسخ الكتاب على هذا الورق .
نكبة البرامكة
تفاقم أمر البرامكة و اتسع نفوذهم ، حتى أصبح هارون يخشى على خلافته منهم فقرر أن يتخلص منهم ، فلاحقهم و شتت شملهم و قتل معظمهم .
فوجئ جابر بالمصيبة الكبرى ، فأخذ بالتنقل في البلدان خوفاً من السلطان على نفسه ، و في سنة مائة و ثمان و تسعين استقل الخليفة المأمون بالحكم ، و كان أفضل رجال بني العباس ، فقد جمع العلماء ، و برع في الفقه و الفلسفة و علوم العربية وانتصر العدل في زمانه ، و خمدت الفتنة ، فاستراحت نفس جابر ، وآثر أن يقيم في الكوفة يعكف على علمه و كتاباته في علم الكيمياء ، فأنتج في هذه المدة ما يزيد على ثمانين كتاباً من الكتب الكيميائية القيمة .
المنهج العلمي
أصبح علم الكيمياء على يدي جابر بن حيان علماً مكتمل العناصر ، واضح الحدود ، فوضع منهجاً واضحاً و دستوراً يستعين به المشتغلين بهذا العلم ، ويمكن أن يتلخص هذا المنهج بالعناصر التالية :
تعيين الغرض من التجربة قبل بدء العمل بها.
على صاحب التجربة أن يفهم الإرشادات جيداً .
ينبغي تجنب ما هو مستحيل ، وما هو عقيم لا يثمر .
العناية باختيار الزمن المناسب ، والفصل المناسب لإجراء التجربة العلمية .
يجب أن يكون المعمل الكيميائي في مكان معزول .
يجب أن يختار العالم الكيميائي أصدقاءه ممن يثق بهم ، حتى لا يستغلوا معرفتهم ببعض المعلومات السطحية في أغراض غير خلقية
يجب أن يكون صاحب التجربة متفرغاً لها ، حتى يوفي العمل حقه من الاهتمام .
الصبر و الكتمان شرط من شروط الباحث العلمي .
الدأب عنصر من عناصر النجاح ، فالإخفاق مرة و مرتين لا يعني التوقف و اليأس .
على الباحث أن يكون واعياً ، فلا تخدعه الظواهر ، و لا يتسرع الوصول إلى النتائج .
منجزات جابر
خلَف جابر مجموعة من الكتب و الأبحاث ، أهمها أسرار الكيمياء ، وعلم الهيئة ، و السموم ، و الخمائر ، و صندوق الحكمة ……و هذه الكتب تؤلف موسوعة علمية اشتملت على بيان مركبات كيميائية كانت مجهولة قبله فهو أول من وصف أعمال التقطير و التبلور و التذويب ، و استحضر حامض الكبريتيك ، و كربونات الصوديوم ، و كربونالت البوتاسيوم ، و استعمل ثاني أُكسيد المغنيسيوم في صنع الزجاج . و كان لأبحاثه في السموم و دفع مضارها أهمية كبرى ، لما بين الطب و الكيمياء من صلة وثيقة . كل ذلك جعل جابر بن حيان واحداً من أشهر اللامعين في تاريخ العلوم عند العرب .
بعض منجزات ابن حيان
هذه قائمة بسيطة وموجزة حول بعض منجزات جابر بن حيان في علوم الكيمياء:
* إكتشف "الصودا الكاويا" أو القطرون (NaOH).
* أول من إستحضر ماء الذهب.
* أول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحلّ بواسطة الأحماض. وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا.
* أول من أكتشف حمض النتريك.
* أول من إكتشف حمض الهيدروليك.
* إعتقد بالتولد الذاتي.
* أضاف جوهرين إلى عناصر اليونان الأربعة وهما (الكبريت والزئبق) وأضاف العرب جوهرا ثالثا وهو (الملح).
* أول من اكتشف (حمض الكبريتيك) وقام بتسميته بزيت الزاج.
* أدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والانصهار والتبلور والتقطير.
* استطاع إعداد الكثير من المواد الكيميائية كسلفيد الزئبق وأكسيد الارسين (arsenious oxide).
* نجح في وضع أول طريقة للتقطير في العالم .فقد اخترع جهاز تقطير ويستخدم فيه جهاز زجاجي له قمع طويل لا يزال يعرف حتى اليوم في الغرب باسم "Alembic" من "الأمبيق" باللغة العربية . وقد تمكن جابر بن حيان من تحسين نوعية زجاج هذه الأداة بمزجه بثاني أكسيد المنجنيز.
كتبه
* أسرار الكيمياء (كتاب) .
* أصول الكيمياء (كتاب) .
* علم الهيئة (كتاب) .
* الرحمة (كتاب) .
* المكتسب (كتاب) .
* الخمائر الصغيرة (كتاب) .
* "كتاب أصول الكيمياء"
* "صندوق الحكمة"
* "كتاب الملك"
كتب اخرى
* "كتاب الخواص"
* "كتاب السموم ودفع مضارها".
* ومجموع رسائل وكتب أخرى تم ترجمة العديد منها للاتينية .
مؤلفاته
تعود شهرة جابر بن حيان إلى مؤلفاته العديدة، ومنها "كتاب الرسائل السبعين"، ترجمه إلى اللاتينية جيرار الكريموني سنة 1187م وتضاف إلى هذه الكتب تصانيف أخرى عديدة تتناول، إلى جانب الكيمياء، شروحاً لكتب أرسطو وأفلاطون ؛ ورسائل في الفلسفة، والتنجيم،والرياضيات،والطب،والموسيقى. وجاء في "الأعلام"للزركلي أن جابراً له تصانيف كثيرة تتراوح ما بين مائتين واثنين وثلاثين (232) وخمسمائة (500) كتاب، لكن ضاع أكثرها. وقد ترجمت بعض كتب جابر إلى اللغة اللاتينية في أوائل القرن الثاني عشر، كما ترجم بعضها من اللاتينية إلى الانجليزية عام 1687. وظل الأوربيون يعتمدون على كتبه لعدة قرون، وقد كان لها أثر كبير في تطوير الكيمياء الحديثة. وفي هذا يقول ماكس مايرهوف : يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوروبا إلى جابر ابن حيان بصورة مباشرة. وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي ابتكرها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوربية.
حول حقيقة وجوده التاريخي
هناك من علماء المسلمين ومن المستشرقين من يشكك في شخصيته ويرى أن كتبه قد ألفت بعد هذا العصر. إذ لا يعرف أن أحدا من معاصرين قد ذكر رجلا بهذا الاسم. وأول من ذكره هو أبو بكر الرازي بعد مئة عام وبلقب آخر (أبو موسى بدلا من أبي عبد الله). وبعض الدارسين الحديثين مثل كراوس وبينين يعتقدون أن الرازي لم يكن مطلعا على مؤلفات جابر بن حيان في الكيمياء وأسلوبه مغاير تماما لأسلوب جابر بن حيان في الكيمياء.
كتب جابر تشبه رسائل اخوان الصفا التي لا يُعرف أصحابها. ويقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7 / 59): وَأَمَّا جَابِرُ بْنُ حَيَّانَ صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ الْكِيمَأوِيَّةِ فَمَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا بَيْنَ أَهْلِ الدِّينِ
وفاته :
في عام 200 ه – 815 م أدركته الوفاة في مدينة طوس الواقعة في خُرسان ، بعد أن ترك ذكراً لا يمحوه الزمان .
__________________
» مدينة رسول الله وفضائلها
» مايحتاجه جسم المؤمن من طعام
» كيف أجعل زوجي يطيعني ,,,طريقة ناجحة
» خواطر حزينة
» الاخوه فى الله عز وجل
» طريقة للزواج العاجل والسريع للبنت
» سلسله افلام على الكسار DSRip
» فضل يوم عرفه
» الاخوه فى الله عز وجل
» الاخوه فى الله عز وجل
» حياة القرآن اجمل حياه
» تلبيا لرغبات الاعضاء فيلم" البحث عن نيمو" مدبلج بالعربية
» طلب طلب طلب طلب
» سندريلا الجزء الاول مدبلج بالعربية
» اكواد كول تون البوم اليسا الجديد {تصدق بمين}
» معلومات غريبة ومفيدة
» فوائد بيض الارانب!!!
» عضو جديد أود التعارف
» الشيخ محمد العريفي :أيقظ غيرك .معلومات رائعة
» وصفه لتخسيس البطن
» بجد مفيش حاجة فى الدنيا نزعل عليها
» هل تعلم ان ...
» هل تعلم ان الرعد***
» قالوا عن المراة
» معلومات عن التمر صدمتنى
» خواطر كن كما انت
» اربعون حديثا قدسيا واربعون حديثا من الاذكار
» انا والحزن
» هل انت فى نعمة